Admin Admin
عدد المساهمات : 309 تاريخ التسجيل : 15/02/2013
| موضوع: المتنبي يمدح بدر بن عمار السبت فبراير 21, 2015 8:43 pm | |
| المتنبي يمدح بدر بن عمَّار 1 الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا *** وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا 2 لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى *** مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا 3 بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما *** أَلوانُنا مِمّا امتُقِعنَ تَلَوُّنا 4 وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَدْ *** أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا 5 أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها *** نَظَرًا فُرادى بَينَ زَفْراتٍ ثُنا 6 أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً *** ثُمَّ اعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا 7 وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي *** فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا 8 وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى *** وَبَلَغتُ مِن بَدرِ ابنِ عَمّارِ المُنا 9 لِأَبي الحُسَينِ جَدًى يَضيقُ وِعائُهُ *** عَنهُ وَلَو كانَ الوِعاءُ الأَزمُنا 10 وَشَجاعَةٌ أَغناهُ عَنها ذِكرُها *** وَنَهى الجَبانَ حَديثُها أَن يَجبُنا 11 نيطَت حَمائِلُهُ بِعاتِقِ مِحْرَبٍ *** ما كَرَّ قَطُّ وَهَل يَكُرُّ وَما انثَنى 12 فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ *** مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا 13 نَفَتِ التَوَهُّمَ عَنهُ حِدَّةُ ذِهنِهِ *** فَقَضى عَلى غَيبِ الأُمورُ تَيَقُّنا 14 يَتَفَزَّعُ الجَبّارُ مِن بَغَتاتِهِ *** فَيَظَلُّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنا 15 أَمضى إِرادَتَهُ فَ(سَوفَ) لَهُ (قَدٌ) *** وَاستَقرَبَ الأَقصى فَ(ثَمَّ) لَهُ (هُنا) 16 يَجِدُ الحَديدَ عَلى بَضاضَةِ جِلدِهِ *** ثَوبًا أَخَفَّ مِنَ الحَريرِ وَأَليَنا 17 وَأَمَرُّ مِن فَقدِ الأَحِبَّةِ عِندَهُ *** فَقدُ السُيوفِ الفاقِداتِ الأَجفُنا 18 لا يَستَكِنُّ الرُعبُ بَينَ ضُلوعِهِ *** يَومًا وَلا الإِحسانُ ألا يُحسِنا 19 مُستَنبِطٌ مِن عِلمِهِ ما في غَدٍ *** فَكَأَنَّ ما سَيَكونُ فيهِ دُوِّنا 20 تَتَقاصَرُ الأَفهامُ عَن إِدراكِهِ *** مِثلَ الَّذي الأَفلاكُ فيهِ وَالدُنا 21 مَن لَيسَ مِن قَتلاهُ مِن طُلَقائِهِ *** مَن لَيسَ مِمَّن دانَ مِمَّن حُيِّنا 22 لَمّا قَفَلتَ مِنَ السَواحِلِ نَحوَنا *** قَفَلَتْ إِلَيها وَحشَةٌ مِن عِندِنا 23 أَرِجَ الطَريقُ فَما مَرَرتَ بِمَوضِعٍ *** إِلّا أَقامَ بِهِ الشَذا مُستَوطِنا 24 لَو تَعقِلُ الشَجَرُ الَّتي قابَلتَها *** مَدَّتْ مُحَيِّيَةً إِلَيكَ الأَغصُنا 25 سَلَكَتْ تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ مِن *** شَوقٍ بِها فَأَدَرنَ فيكَ الأَعيُنا 26 طَرِبَتْ مَراكِبُنا فَخِلنا أَنَّها *** لَولا حَياءٌ عاقَها رَقَصَتْ بِنا 27 أَقبَلتَ تَبسِمُ وَالجِيادُ عَوابِسٌ *** يَخبُبنَ بِالحَلَقِ المُضاعَفِ وَالقَنا 28 عَقَدَتْ سَنابِكُها عَلَيها عِثيَرًا *** لَو تَبتَغي عَنَقًا عَلَيهِ أَمكَنا 29 وَالأَمرُ أَمرُكَ وَالقُلوبُ خَوافِقٌ *** في مَوقِفٍ بَينَ المَنِيَّةِ وَالمُنى 30 فَعَجِبتُ حَتّى ما عَجِبتُ مِنَ الظُبا *** وَرَأَيتُ حَتّى ما رَأَيتُ مِنَ السَنا 31 إِنّي أَراكَ مِنَ المَكارِمِ عَسكَرًا *** في عَسكَرٍ وَمِنَ المَعالي مَعدِنا 32 فَطِنَ الفُؤادُ لِما أَتَيتُ عَلى النَوى *** وَلِما تَرَكتُ مَخافَةً أَن تَفطُنا 33 أَضحى فِراقُكَ لي عَلَيهِ عُقوبَةً *** لَيسَ الَّذي قاسَيتُ مِنهُ هَيِّنا 34 فَاغفِر فِدىً لَكَ وَاحبُني مِن بَعدِها *** لِتَخُصَّني بِعَطِيَّةٍ مِنها أَنا 35 وَانهَ المُشيرَ عَلَيكَ فيَّ بِضَلَّةٍ *** فَالحَرُّ مُمتَحِنٌ بِأَولادِ الزِنا 36 وَإِذا الفَتى طَرَحَ الكَلامَ مُعَرِّضًا *** في مَجلِسٍ أَخَذَ الكَلامَ اللَذْ عَنا 37 وَمَكايِدُ السُفَهاءِ واقِعَةٌ بِهِمْ *** وَعَداوَةُ الشُعَراءِ بِئسَ المُقتَنى 38 لُعِنَتْ مُقارَنَةُ اللَئيمِ فَإِنَّها *** ضَيفٌ يَجِرُّ مِنَ النَدامَةِ ضَيفَنا 39 غَضَبُ الحَسودِ إِذا لَقيتُكَ راضِيًا *** رُزءٌ أَخَفُّ عَلَيَّ مِن أَن يوزَنا 40 أَمسى الَّذي أَمسى بِرَبِّكَ كافِرًا *** مِن غَيرِنا مَعَنا بِفَضلِكَ مُؤمِنا 41 خَلَتِ البِلادُ مِنَ الغَزالَةِ لَيلَها *** فَأَعاضَهاكَ اللهُ كَي لا تَحزَنا
| |
|